ماذا تحتاج الأم الجديدة بعد الولادة ؟

    بعد رحلة طويلة من حمل الأم طفلها داخل أحشائها والتّغيرات التي تطرأ على جسمها وعلى صحتها ونفسيتها ، مع كل التعب 
وفي نفس الوقت الترقّب وإنتظار المولود الجديد بفارغ الصبر ، والفضول لمعرفة تفاصيل ذلك الكائن اللطيف الذي قامت برعايته
داخل رحمها ، يأتي ذلك اليوم الذي تستقبله فيه بكل حب وحنان رغم تغيّر عالمها وبداية خط مسؤوليات جديد في حياتها

 فهي تدرك تماما أنّ هذه ليست نهاية الرحلة بل بدايتها الجادة والمفرحة في آن واحد.

  خلال هذه الرحلة تحتاج الأم الجديدة لعدّة أشياء ضرورية لتقوم بها من أجل  صحتها النفسيّة و الجسديّة  ، فيجب عليها مراعات 
نفسها قدر المستطاع من أجلها ومن أجل طفلها ، ويمكن أن نذكر بعض هذه الإحتياجات هنا على أمل أن تصل لكل أم جديدة 
تسعى لتحافظ على نفسها من أجل صغيرها .

دعي جسدك يأخذ كفايته من الرّاحة :

   إحساسك بالمسؤوليّة تجاه طفلك وخوفك عليه يجعلك تهملين نفسك وتتغاضين عن التّعب الذّي ينتابك فتأجلين راحتك 

في سبيل الإعتناء به والحرص على راحته وهذا شيء جميل ولكن في الأول عليك الحرص على راحتك كذلك من أجل 

أن تتمكّني من مساعدة طفلك والإعتناء به .

 فلا بأس أن تستغلي ساعات نوم طفلك في أخذ حمام دافئ سريع وغفوة قصيرة خلال اليوم لتساعدك على إكمال يومك بنشاط 

فبعد كل ذلك التّعب والإرهاق والنّزف وجسمك يكون يمر بتغيرات هي طبيعية بعد الولادة تحتاجين قسطا من الراحة دون الشعور 

بالذنب فذلك لمصلحتك ومصلحة طفلك . 

   ويمكن أن تعاني من الأرق وعدم القدرة على النّوم وهذا ممّا لاشك فيه فهذا شيء طبيعي مع كل التّعب والتغيّرات الطارئة في حياتك 

قابليها بكل أريحيّة كما أنّه يمكنك القيام بحيل بسيطة تساعدك على النّوم الجيّد تجدينها في موضوع حيل وأساليب تساعد على تحسين جودة النّوم والتّخلص من الأرق ، وهذه الحيل يمكن أن يطبقها الكل لا تقتصر على الأم الجديدة فقط .

 

 كما أنّه يجب عليك الإنتباه على  الأشياء البسيطة اليوميّة التي تقومين بها خلال النّهار مثل صعود الدّرج أو الحركة الكثيرة 

والأعمال المنزليّة ، يفضل أن يكون هناك شخص للمساعدة ، ولتفرغي طاقتك في الإعتناء برضيعك مع عدم الإفراط في حمله 

دعيه يرتاح كذلك في سريره .

راعي مشاعرك المتقلّبة :

      من الطبيعي أن تلاحظي تغيّر مزاجك بين الفينة و الأخرى وتقلّبك بين الفرح والقلق أحيانا وتارة أخرى بين 

الحب والتخوّف من المسؤوليّة ، وهذا الإرتباك شائع لدى الأمهات الجدد ولكن لاتقلقي من هذه التقلّبات بل تقبليها 

بكل صدر رحب وحاولي التركيز على مهمتك الساميّة في هذه الحياة ، وتذكّري أّنّك تقومين بمهمّة عظيمة 

وهي حماية طفل والعناية به وليس أي طفل بل طفلك الّذي حملته في أحشائك وانتظرته تسعة أشهر بكل شوق وتفاني.

  لا بأس في أن تطلبي من المقربين منك أن يقدروا مشاعرك وأفصحي عنها بكل شفافيّة و دعيهم يعلموا أنّك بحاجة إلى

الدّعم و الإهتمام ومراعاة أكثر لمشاعرك المتقلّبة وأنّ ما تحتاجينه منهم هو حضورهم بجانبك لا إنتقادهم لك .

 

احرصي على التّغذية السليمة :

  أحيانا يمكن أن تفقد الأم شهيّتها ولكن تذكري أنّه يجب عليك تغذية نفسك ليحصل الطفل على تغذية سليمة و يستفيد من 

العناصر الغذائية الّتي تتناولينها ، فلا تهملي حاجة جسمك إلى الطعام.

  اهتمي أكثر بالأطعمة الغنيّة بالحديد والبروتين مثل : اللحوم، العدس ، البيض ، و المكسّرات  وكذلك احرصي على شرب 

الماء ولا تدعي جسمك عرضة للجفاف وركّزي أيضا على وجبات صغيرة متكرّرة بدل من الكبيرة الثقيلة على بطنك.

استجيبي إلى إحتياجاتك بصدق :

   كأم جديدة  قد تكون إحتياجاتك أكثر من ذلك بكثير ، يكفي فقط أن تستجيبي لجسمك ونفسك لتعرفي ما يمكن أن ينقصك 

وركّزي عليكما أنتما الإثنين ، فسلامة الواحد منكما تأتي بسلامة الآخر فهو قطعة منك وما يأثر عليك يأثر على طفلك على 

أية حال .

  أن تهتمي برضيعك لا يعني أن تهملي نفسك ولا أن تتعبي صحتك ، كما يجب عليك ألّا تأخذي الأمر من جانب المسؤولية 

فقط ، فهو بذرة صالحة وقصة حب وفصل جديد في حياتك أنت و زوجك ورابط يقوي علاقتكما ويمنحها الإستقرار والسكينة.

 

  ولا شكّ أن الإستقرار والسكينة عاملان لا بد منهما لصحتك النفسية والجسدية لك ولطفلك ولتحقيق ذلك لا يوجد أكمل وأحسن 

من تحصين نفسك وطفلك بالأذكار والدعاء لحياة تملأها السكينة والمحبّة ، إضافة إلى أنّ الدعاء أكبر داعم لك في هذه الرحلة.

 إذا أنت أم جديدة أو تعرفي أم جديدة حدثينا عن الصعوبات التي واجهتك في أول أيام ولادتك وكيف كان تعاملك معها 

وما تعرفين من إحتياجات أخرى ضرورية لكل أم بعد الولادة عليها الحرص على تطبيقها ، شاركوني في التعليقات 

أو على مواقع التواصل الإجتماعي أسعد بكم كثيرا أصدقائي .