كما تحتاج الأم الجديدة أن تهتم بنفسها وبطفلها فإنّه يقع على عاتق من حولها نفس حجم المسؤوليّة لمساعدتها ورعايتها في هذه الرحلة المليئة بالتحدّيات وكذلك اللّحظات والمواقف السّعيدة والمفرحة .
تبدأ رعاية الأم الجديدة من نفسها ثم يمتد ذلك إلى من حولها ومن يشاركونها نفس الحمل والمسؤولية المشتركة
وفي خصوص إهتمام الأم بنفسها يمكنكم أن تجدوا كل ما يخصّ ذلك في مقال ماذا تحتاج الأم الجديدة بعد الولادة ؟
أمّا بالنسبة للآخرين الذين هم محيطين بكل أم جديدة فتتمثّل رعايتهم لها في عدّة خطوات بسيطة ولكنّها تفرق كثيرا في حياتها و حياة طفلها وتمكنّها من مواصلة رحلتها وتكون سندا وداعما لها من الناحيتين النفسية والجسدية وهذان أكبر عاملان تحتاج الدعم فيهما ويمكن أن يكونا هما العاملان البارزان في رعايتها كأم جديدة .
1. مراعاة حالتها النفسيّة :
تمر كل إمرأة بعد الولادة بحالة نفسيّة متقلّبة نوعا ما ، ويعود ذلك إلى تغيّر الروتين و الإهتمام بالطفل ناهيك عن التغير الفسيولوجي والهرموني وكثير من العوامل الأخرى التي تجعلها تفقد السيطرة على مشاعرها ، وتجعلها ربما تعبّر عنها بنوع من العصبيّة أو بحساسيّة كالبكاء غير المبرّر أو المفاجئ أحيانا .
ولذلك هناك بعض الإحتياطات والسلوكيات للإهتمام بكل أم جديدة من الناحية النفسيّة ورعايتها كما ينبغي لضمان سلامتها وبالتالي رعاية طفلها .
منحها وقت كافي للنّوم والرّاحة :
لا يخفى عنكم أنّ النّوم هو مفتاح الرّاحة النفسيّة للإنسان ، وكأم جديدة تكون قد إستنزفت طاقة كبيرة بعد الولادة ، وتكون بحاجة
شديدة للنّوم والرّاحة لاستعادة طاقتها وهدوءها وتوازنها النّفسي ، فعندما توفروا لها بيئة جيّدة للنّوم بوقت كافي دون إزعاج أو ترك جل المسؤولية على عاتقها هكذا تكونوا قد أمنتم لها فرصة لتحسين صحتها النّفسيّة .
إحترام مشاعرها المتقلّبة :
مع الوضع الجديد واستقبال المولود تعمّ الفرحة على الجميع وبطبيعة الحال كأم جديدة تكون فرحتها غامرة بمولودها ، ولكن هذا لا يمنع أنّ مشاعرها تتقلب بين الفينة والأخرى وهذا يحصل مع بعض الأمهات الجدد لأسباب كثيرة ، و هنا يكون زوجها هو الأجدر بالتّعامل معها لقربه منها أكثر بالدّرجة الأولى وكما أنّها تركّز عليه أكثر وتلومه أكثر إذا لم ينتبه لها ويهتم بها ويراعي مشاعرها ويثبت وجوده ومساندته لها .
إظهار التقدير لها والإمتنان :
إنتبهوا كثيرا وجيّدا وجدّا للتّصغير من مجهودها وبذلها ما تملك من طاقة لرعاية صغيرها وربّما أحيانا عندما تشكو تعبها
فتقابلوها بالإنتقاد والإستهزاء ، بل بالعكس عند إظهاركم التقدير والإمتنان لها والتعظيم من مجهودها وإعترافكم بما تبذله من جهد
وحتى لو بكلمة بسيطة فذلك يزيد من معنوياتها ويقوّي عزيمتها ويفرق كثيرا في حالتها النّفسيّة وسرعتها في التعافي .
2. مراعاة حالتها الجسديّة :
الحالة الجسديّة لكل أم جديدة لا تقل أهميّة عن حالتها النّفسيّة فيجب الإنتباه جيّدا لهذا الجانب وحثّها أيضا على الإنتباه لصحتها ، ويمكن أن نلخص أهم الأشياء اللازمة لذلك من خلال النقاط التّاليّة :
الرعاية الصحيّة :
يشمل ذلك الأكل الصّحي والمراجعة الطبيّة ، فيجب قدر الإمكان توفير أكل متنوع يحتوي على البروتينات والحديد والفيتامينات اللازمة لتقوية مناعتها وكذلك إمكانية إدرار الحليب للرضيع الصغير .
وكذلك مراجعة الطبيب تعدّ من الأشياء الضروريّة لكل أم جديدة وكذلك لصغيرها لتفقد صحتهما والإطمئنان عليهما
وتفادي أي مخاطر أو مضاعفات صحيّة في المستقبل .
الإهتمام بالطفل:
مساعدتها في رعاية الطفل والإهتمام به و بإحتياجاته في أول أسابيع الولادة كتغيير حفاظاته وتهدئته من الواجبات الأساسيّة الّتي تحتاجها والّتي تخفف عنها كثيرا وتساعدها في الحفاظ على وتيرة نشاطها وتقديم كل ما يمكنها للعناية برضيعها كما أنّه يعطيها الفرصة
للإهتمام بصحتها وإسترجاع طاقتها .
المساعدة في أمور المنزل :
من الطبيعي أنّ أعمال المنزل من الأعمال الشّاقة على كل أم جديدة فمن الضروري التكفل بذلك من قبل المحيطين بها
وكذا مساعدتها مع الزيارات بطبيعة الحال ستكون هناك زيارات كثيرة من أقاربها للإطمئنان عليها وعلى مولودها
فيجدر التكفل بهم وإستقبالهم ويفضل أن يراعوا ما إذا كانت متعبة وبحاجة إلى النّوم فلا يكثروا الحمل عليها.
في النهاية يوجد الكثير من الأمور الّتي تخص رعاية الأم الجديدة وكيفية التعامل معها ، يمكنكم ذكرها في التعليقات
وإن كنتِ أم جديدة هل تشعرين أنك تلقيت الرعاية والدعم الكافي بعد ولادتك وكيف كانت تجربتك ؟ يمكنكم مشاركتنا
في التعليقات ومتابعتنا لتتوصلوا إلى كل جديد ،و دمتم بود أصدقائي.

0 تعليقات
يسرنا أن تعلق برأيك وما هو إنطباعك حول الموضوع.